ما عن تفسير العياشي عن الصادق عليهالسلام ، من أنّه يصدّق المؤمنين لأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كان رءوفا رحيما بالمؤمنين.
فانّ تعليل التصديق بالرّأفة والرّحمة على كافة المؤمنين ينافي إرادة قبول قول أحدهم على الآخر بحيث يترتّب عليه آثاره وإن أنكر المخبر عنه وقوعه ، إذ مع الانكار لا بدّ عن تكذيب أحدهما ، وهو مناف لكونه اذن خير ورءوفا ورحيما بالجميع
______________________________________________________
من المخبر فقط ، من دون ترتيب الآثار على المخبر عنه (ما عن تفسير العياشي ، عن الصادق عليهالسلام : من انّه يصدّق المؤمنين ، لأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان رءوفا رحيما بالمؤمنين) (١).
والفرق بين الرأفة والرّحمة إذا ذكرا معا : ان الرأفة قلبي ، والرحمة عملي.
وإنما كان هذا الخبر مؤيدا لما ذكرناه من المعنى فلمّا ذكره المصنّف بقوله : (فانّ تعليل التّصديق بالرّأفة والرّحمة على كافة المؤمنين) انّما يناسب ارادة التصديق بمعنى : إظهار القبول ظاهرا ، وعدم ترتيب الآثار واقعا على المخبر عنه : وهذا (ينافي إرادة) التصديق بمعنى : (قبول قول أحدهم) وهو المخبر (على) ضرر (الآخر) وهو المخبر عنه (بحيث يترتب عليه) أي : على وقوع المخبر (آثاره) أي : آثار الخبر (وإن أنكر المخبر عنه : وقوعه) اي : وقوع المخبر به ، (إذ مع الإنكار ، لا بدّ عن تكذيب أحدهما وهو مناف لكونه اذن خير ورءوفا ورحيما بالجميع) فاذا أخبر زيد ـ مثلا ـ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنّ عمروا زنا ، فاذا رتب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم آثار الزنا على عمرو ، لم يكن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم خيرا بالنسبة الى عمرو ،
__________________
(١) ـ مصباح المتهجد : ص ٤٩٥ ، تفسير العياشي : ج ٢ ص ١٠١ ح ٨٣ ، تفسير الصافي : ص ٧١٠.