فتعيّن إرادة التصديق بالمعنى الذي ذكرنا.
ويؤيّده أيضا : ما عن القميّ رحمهالله في سبب نزول الآية : «أنّه نمّ منافق على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأخبره الله ذلك ، فأحضره النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وسأله ، فحلف : أنه لم يكن شيء ممّا ينمّ عليه ، فقبل منه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخذ هذا الرجل بعد ذلك يطعن على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ويقول : إنه يقبل كلّ ما يسمع. أخبره الله أني أنمّ عليه وأنقل أخباره ، فقبل ، وأخبرته أنّي لم أفعل ، فقبل.
______________________________________________________
وانما يكون خيرا بالنسبة الى زيد فقط ، كما إنه اذا كذب زيدا ، يكون خيرا بالنسبة الى عمرو فقط ، لا بالنسبة الى زيد ، فلا يكون رءوفا رحيما بالنسبة الى جميع المؤمنين ، إذن (فتعين إرادة التصديق بالمعنى الذي ذكرنا) آنفا.
(ويؤيده أيضا ما عن القميّ رحمهالله في سبب نزول الآية ، انّه نمّ منافق) من النميمة ، بمعنى : انه نقل الأخبار السيئة الى هذا وذاك (على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم) كذبا (فأخبره الله ذلك) أي : انّ الله اخبر نبيه عن فعل النّمام (فاحضره) أي : احضر النمّام (النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وسأله) لما ذا ينم عليه؟.
(فحلف) ذلك النّمام على (أنه لم يكن شيء ممّا ينم عليه) وانه لم يكن نمّاما.
(فقبل منه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم) ولم يترتب الأثر على نميمته ، بان يعاقبه ، او يطرده ، أو ما أشبه.
(فأخذ) أي : بدأ (هذا الرّجل) النمّام (بعد ذلك ، يطعن على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ويقول : إنه يقبل كلّ ما يسمع ، أخبره الله : أني أنمّ عليه وأنقل أخباره ، فقبل) من الله ما اوحى اليه ، فأحضرني (وأخبرته : أني لم أفعل ، فقبل) قولي ايضا ، فهو اذن