فردّه الله ـ تعالى ـ بقوله لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ).
ومن المعلوم : انّ تصديقه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، للمنافق ، لم يكن بترتيب آثار الصدق عليه مطلقا.
وهذا التفسير صريح في أنّ المراد من المؤمنين المقرّون بالايمان من غير اعتقاد ، فيكون الايمان لهم على حسب إيمانهم ،
______________________________________________________
يقبل من الجميع (فردّه الله تعالى بقوله لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ) (١)) (٢).
هذا (ومن المعلوم : انّ تصديقه صلىاللهعليهوآلهوسلم للمنافق ، لم يكن بترتيب آثار الصدق عليه) ، أي على خبره (مطلقا).
فانه لم يرتب الآثار ، بأن يجعل المنافق في مكانته السابقة ، من كونه انسانا مؤمنا واقعيا ، كما إنه لم يطرده من عنده ، بأن لا يصدقه حتى ظاهريا ، فانّه لو صدّق المنافق واقعا كان معناه : عدم تصديق الله سبحانه وتعالى ولو إنه طرد المنافق لم يكن اذن خير بالنسبة إليه وإنما فعل شيئا متوسطا ، وهو : المعنى الثالث الذي ذكرناه.
(وهذا التفسير صريح في أنّ المراد من المؤمنين) هنا : المنافقون ، خصوصا بقرينة صدر الآية ، حيث قال سبحانه : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَ) (المقرون بالايمان) ظاهرا (من غير اعتقاد) كما هو شأن المنافق.
(فيكون الايمان لهم) من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وسلم حسب قوله سبحانه : (يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) (على حسب إيمانهم) أي : حسب إيمان اولئك المنافقين.
فكما إن ايمانهم ليس الّا مجرد إظهار القبول ، بدون ترتيب الآثار على قول
__________________
(١) ـ سورة التوبة : الآية ٦١.
(٢) ـ تفسير القميّ : ج ١ ص ٣٠٠.