وظاهره الانطباق على هذه الطريقة ، كما لا يخفى.
وقال في الذكرى :
«ظاهر العلماء المنع عن العمل بقول الميّت محتجّين بأنّه لا قول للميت ، ولهذا ينعقد الاجماع على خلافه ميّتا».
______________________________________________________
من القول باللطف بقولنا : هذا الوجه ظاهر من كلّ من اشترط في تحقّق الاجماع ، عدم مخالفة أحد من علماء العصر.
(وظاهره) أي : ظاهر كلام الايضاح في مواضعه المتعدّدة (: الانطباق على هذه الطّريقة) أي : على قاعدة اللطف الّتي ذكرها الشيخ.
وذلك لأنّ قاعدة اللطف ـ كما عرفت ـ مبنيّة على عدم مخالفة أحد من العلماء ، في العصر الواحد بل اجتماع الكلّ على رأي واحد ، ممّا لو كان مخالفا للواقع ، لوجب على الله سبحانه وتعالى من باب اللّطف ، اظهار المخالف ، حتّى لا تكون كلّ الأمّة على خلاف الواقع (كما لا يخفى) ذلك على من تأمّل فيما ذكرناه.
(وقال) الشهيد الاول (في الذكرى) ما يؤيّد هذا القول أيضا حيث قال :
(ظاهر العلماء : المنع عن العمل بقول الميّت محتجين : بأنّه لا قول للميّت) من باب السالبة بانتفاء الموضوع ، فانّ الانسان اذا مات انفقد ، وبذلك ينفقد تابعة الّذي هو قوله.
(ولهذا) أي لأجل انّه لا قول للميت (ينعقد الاجماع على خلافه ميّتا) (١) ، فيما اذا كان كلّ علماء عصره ، الّذي توفي فيه ، يخالفونه في الرأي.
كما اذا ذهب علماء عصر واحد ـ مثلا ـ إلى وجوب الجمعة وكان هو وحده من
__________________
(١) ـ ذكرى الشيعة : ص ٣.