الكشف الذي يدّعيه جهّال الصوفيّة ، ولا على الوجه الأخير الذي إن وجد في الأحكام ففي غاية الندرة ،
______________________________________________________
الكشف الذي يدّعيه جهّال الصوفية) والاضافة هنا بيانية ، أي : الصوفية الجهال ، فانّ الصوفية يقولون بان هناك مراتب للانسان :
الاولى : انّ الانسان يكشف الواقع بالدليل.
الثانية : أن يكشفه بالرؤية ، من دون احتياج الى الدليل ، كما نكشف المرئيات بالرؤية ، فلا حاجة الى الاستدلال ، والفرق بين المحسوسات والمعنويات ، انّ الاولى كشفها بالحس الظاهري ، والثانية كشفها بالعقل ، وقد اشير الى ذلك في بيت معروف بالفارسية يقول :
«پاى استدلاليان چوبين بود |
|
پاى چوبين سخت بى تمكين بود». |
الثالثة : ان يكشفه بالاتحاد وجودا أو موجودا مع المبدا الأعلى ، فيكون الكاشف والمنكشف شيئا واحدا وجودا عند من يقول منهم : بوحدة الوجود وتعدد الموجود ، أو موجودا عند من يقول منهم : بوحدة الوجود والموجود ، وانه لا موجود الّا هو ـ بنظرهم ـ تعالى الله عن ذلك ، وقد دلّت الأدلة العقلية والسمعية على بطلان ما يذكرون من المراتب ، مما لسنا بصدد ذكرها (١).
وقد اشار المصنّف الى ذلك ، ليعلم ان الكشف الذي يقول به الفقهاء ، ليس على نحو هذا الكشف ، وانّما هو : المفهوم منه في الفقه والاصول.
(ولا على الوجه الأخير) وهو : مشافهة الامام عليهالسلام دخولا أو التشرف بخدمته مما قد يتفق للنادر جدا ، كما ينقل عن المقدس الأردبيلي ، والسيّد بحر العلوم ويسمّى بالاجماع التشرفي (الذي ان وجد في الأحكام ، ففي غاية الندرة) ، فانّ
__________________
(١) ـ راجع كتاب شرح منظومة السبزواري للشارح.