وأمّا الجزء الّذي يراه القارئ الكريم ملحقا بكتاب المناقب لابن المغازلي (من ص ٣٣٥ ـ إلى ـ ٣٤٨) فقد وجدناه في ذيل نسختنا ، وفيه اثنان وثلاثون حديثا استخرجت ـ ظاهرا ـ من كتاب المسند لأبي الحسين عبد الوهاب ابن الحسن بن الوليد الكلابيّ مسند دمشق ، وذلك لأنّ الأعلام الواقعة في صدر الأسانيد كلّهم من مشايخه ، وأمّا المخرّج لتلك الأحاديث ، فأول النسخة ناقصة لا يظهر على البتّ أنّ الراوي عن أبي حاتم الرازي المعروف بخاموش (١) من هو حتّى نعرف صاحب الجزء.
لكنّ المتيقّن أنّه كان من أعلام المائة الخامسة أو السادسة ، فإن هذه الأحاديث قد كانت ملحقة في نسخة أبي الحسن بن أبي نزار ابن الشرفية بخطه (٢) ، معروفة عنده أنها تخريج من هو؟ على ما يظهر من قوله في آخر الحكاية (ص ٣٥٠) الّتي شاهدها بنفسه «وقرأت المناقب الّتي صنفها ابن المغازلي ... الخ» خصوصا وهذه الحكاية مكتوبة في نسخته بعد تلك الأحاديث كما في النسخة الأمّ المنقول عنها نسختنا هذه.
نعم! من المحتمل أن يكون هذا الجزء من تخريج أبي عبد الله محمّد ابن علي بن المغازلي ابن المصنّف ، ألحقه بكتاب أبيه تكميلا للفائدة ، ولعلّ ذلك هو مراد ابن حجر في كتابه لسان الميزان ، حيث عنونه في ج ٥ / ٢٩٣ وقال : «رأيت بخطه جزءا بخط أبيه ، وفي آخره بلغت فألحق هذا بخطّه ولدي» كذا في طبع حيدرآباد ، والظاهر من المعنى أن الجزء كان شطره الأوّل بخط أبيه والشطر الثّاني بخط ابنه ألحقه في حياة أبيه ، وكان بخط أبيه في آخر جزئه «بلغت» أي بلغت أنا إلى هنا ، «فألحق» بعد ذلك «هذا» يعني الشطر الثاني «ولدي بخطه».
وممّا يؤيد ذلك أنّ في آخر هذا الجزء قد كتب الحديث الثاني والثلاثون ناقصا : اقتصر على ذكر السند وصدر الحديث ، ثمّ كتب تحته : [تمام الخبر في
__________________
(١) كان حيا إلى بعد سنة ٤٠٤ على ما في تبصير المنتبه لابن حجر العسقلاني.
(٢) من أعيان المائة السادسة بواسط وقد كتب نسخته هذه في سنة ٥٨٥.