شهرا نحو بيت المقدس ، ثم علم الله عزوجل هوى نبيه صلىاللهعليهوسلم ، فنزلت : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها) [سورة البقرة ، الآية : ١٤٤] (١).
الآية : ١٤٦ ـ قوله تعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ).
نزلت في مؤمني أهل الكتاب ، عبد الله بن سلام وأصحابه ، كانوا يعرفون رسول الله صلىاللهعليهوسلم بنعته وصفته وبعثه في كتابهم ، كما يعرف أحدهم ولده إذا رآه مع الغلمان.
قال عبد الله بن سلام : لأنا أشدّ معرفة برسول الله صلىاللهعليهوسلم منّي بابني. فقال له عمر بن الخطاب : وكيف ذاك يا ابن سلام؟ قال : لأني أشهد أن محمدا رسول الله حقا يقينا ، وأنا لا أشهد بذلك على ابني ، لأني لا أدري ما أحدث النساء. فقال عمر : وفقك الله يا ابن سلام (٢).
الآية : ١٥٤ ـ قوله تعالى : (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ).
نزلت في قتلى بدر ، وكانوا بضعة عشر رجلا ، ثمانية من الأنصار ، وستة من المهاجرين ، وذلك أن الناس كانوا يقولون للرجل يقتل في سبيل الله : مات فلان ، وذهب عنه نعيم الدنيا ولذتها. فأنزل الله هذه الآية (٣).
الآية : ١٥٨ ـ قوله تعالى : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ).
عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال : حدثني مالك ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : أنزلت هذه الآية في الأنصار ، كانوا يحجون لمناة ، وكانت مناة حذو
__________________
(١) رواه مسلم عن أبي بكر ابن أبي شيبة ، عن أبي الأحوص ، ورواه البخاري عن أبي نعيم ، عن زهير ، كلاهما عن أبي إسحاق ، والبخاري : التفسير / البقرة : باب : (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ...) ، ومسلم : الصلاة ، باب : تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة. هوى نبيه : رغبته وما يسره.
(٢) تفرد بهذه الرّواية النيسابوري ، ص ٣٧ ، والسيوطي ٢١.
(٣) تفرد بهذه الرواية النيسابوري ٣٧.