قاده الى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه الى النار ، وهو الدليل يدل على خير سبيل ، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل ، وهو الفصل ليس بالهزل ، وله ظهر وبطن ، فظاهره حكم ، وباطنه علم ، ظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، له نجوم وعلى نجومه نجوم ، لا تحصى عجائبه ، ولا تبلى غرائبه ، مصابيح الهدى ، ومنار الحكمة ، ودليل على المغفرة ، فمن عرف الصفة فليجل جال بصره ، وليبلغ الصفة نظره ، ينج من عطب ، ويتخلص من نشب (١) ، فان التفكر حياة قلب البصير ، كما يشي المستنير في الظلمات بالنور ، فعليكم بحسن التخلص ، وقلة التربص. ورواه العياشي في تفسيره أيضا.
ان امتي ستفتتن قيل ما المخرج من ذلك؟ فقال : كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، من ابتغى العلم في غيره أضله الله ، ومن ولي هذا الامر من جبار فعمل بغيره قصمه الله ، وهو الذكر الحكيم والنور المبين والصراط المستقيم ، فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، وهو الذي سمعته الجن فما ان تناها حتى قالوا : «انا سمعنا قرآنا عجبا. يهدي الى الرشد فآمنا به» ولا يخلق على طول الزمن ، ولا ينقضي غرائبه ولا تفنى عجائبه.
٨ ـ الكافي ٢ / ٦٣٢ : علي بن محمد ، عن صالح بن أبي قمار ، عن الحجال عمن ذكره عن أحدهما عليهماالسلام قال : سألته عن قول الله عزوجل «بلسان عربي مبين»؟ قال : يبين الالسن ولا تبنيه الالسن.
٩ ـ تفسير العياشي ١ / ٥ : وعن داود بن فرقد قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : عليكم بالقرآن ، فما وجدتم آية نجى بها من كان قبلكم فاعملوا به ، وما وجدتموه هلك من قبلكم فاجتنبوه.
__________________
(١) النشب : الوقوع فيما لا مخلص منه.