الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (٣٤) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (٣٥) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (٣٦))
البيان : كلا. كلمة تجيء في صدر هذا المقطع زجرا عما ذكر قبله من التكذيب في قوله :
(ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) ويعقب عليه بقوله (كلا). ثم يبدأ الحديث عن الابرار :
(إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) والابرار لهم درجات أعلاها لمحمد وأهل بيته المعصومين وبعدهم أتباعهم الذين اقتدوا بهم وساروا على خطهم. لانه الصراط المستقيم.
ولفظ عليين ، يوحي بالعلو الشاهق. كما أن (سجين) يفيد الانحطاط السافل.
(إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ) مقابل الاشرار لفي جحيم. وانما يذكر هذا التقابل بين الفجار والابرار. ليقف في القلوب الحية. شوقا للسير على خط الابرار. والبعد عن خط الفجار.
(يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ) والرحيق هو الشراب المصفى. الذي لا غش فيه. ولا كدورة.
(وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ) وهو ايقاع عميق يدل على كثير من الحدث على الايمان والعمل الصالح. كما أنه يحث على الابتعاد عن كل ما يخسر الانسان هذا النعيم الخالد.
ومن العجب بين الفريقين ، اذ أن التنافس في نعيم الآخرة ومراتبها العالية. تعلى أربابها ويرفع شأنهم في الدنيا والآخرة. وان التنافس في نعيم الدنيا يسفل صاحبه ويتعبه في الدنيا والاخرة. ويخسره جنات النعيم. ويدخله في نار الجحيم. فكيف العقلاء لا يفرقون بين المقامين ، ويعادلون بين التجارتين ، ويمحصون نتيجة الموردين.