بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (٢٢) وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ (٢٣) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢٤) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٢٥))
البيان : لقد سبق انشقاق السماء. والجديد هنا هو استسلام السماء لربها. ووقوع الحق عليها. وخضوعها لوقع هذا الحق عليها وطاعتها لخالقها.
(وحقت أي وقع عليها الحق. واعترفت بانها محقوقة لربها. لان هذا الحق مسلم به.
(وَأَلْقَتْ ما فِيها) يعني أخرجت من فيها من الاموات في يوم البعث. وخليت من دفائنها.
(وَحُقَّتْ) أيضا بمعنى استسلمت وخضعت وأذعنت كما في قوله :(أَتَيْنا طائِعِينَ).
(يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ) أي أنك سائر فكل يوم تقطع مرحلة من مراحل سفرك ويمضي قسم من حياتك المحدودة. فهلا استعديت وتزودت بهذا السفر لدار اقامتك فهل أنت قدمت لآخرتك كما قدمت لدنياك. وهلا ميزت بين الدنيا والآخرة وحققت الفارق بينهما. وهل اختبرت ما يلزمك من الزاد للاخرة. كما فعلت في ذلك للدنيا. فقدحك الى الآخرة يوصلك الى الراحة والنعيم الخالد. وقدحك للدنيا يزيدك تعبا وخسرانا.
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) فهو الرابح السعيد. الذي ربح نعيم الجنة وسعد برضا خالقه ورفقة الابرار في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
(وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً) فانه كان يحرسهم ويحفظهم من كل ما يشينهم عند خالقهم ويقيهم من الانحراف عن حدود ربه حتى استقاموا وأدى الامانة في وقايتهم كما أمره مولاه ومولاهم (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) التحريم.