عيسى ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن ابن اذينة ، عن ابان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس ، قال : سمعت امير المؤمنين عليهالسلام يقول : احذروا على دينكم ثلاثة : رجلا قرأ القرآن حتى اذا ربيت عليه بهجته اخترط سيفه على جاره ورماه بالشرك. قلت : يا أمير المؤمنين ايهما اولى بالشرك؟ قال : الرامي. ورجلا استخفته الأحاديث كلما حدث احدوثة كذب مدها بأطول منها ، ورجلا آتاه الله عزوجل سلطانا فزعم ان طاعته طاعة الله ، ومعصيته معصية الله وكذب ، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، لا ينبغي للمخلوق ان يكون حبه لمعصية الله ، فلا طاعة في معصية ولا طاعة لمن عصى الله وانما الطاعة لله ولرسوله ولولاة أمره ، واتمام امر الله عزوجل بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر لا يأمر بمعصيته الله ، واتمام امر رسول الله بطاعة اولى الامر لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصية.
٧ ـ وفيه : مصباح الشريعة ، قال الصادق عليهالسلام : المقرىء بلا علم كالمعجب بلا مال ولا ملك ، يبغض الناس لفقره ويبغضونه لعجبه فهو أبدا مخاصم للخلق في غير واجب ، ومن خاصم الخلق فيما لم يؤمر به فقد نازع الخالقية والربوبية ، قال الله عزوجل (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ ثانِيَ عِطْفِهِ) وليس احد أشد عقابا ممن لبس قميص الشك بالدعوى بلا حقيقة ولا معنى. قال زيد بن ثابت لابنه : يا بني لا يرى الله اسمك في ديوان القرآء. وقال النبي صلىاللهعليهوآله : سيأتي على امتي زمن تستمع فيه باسم الرجل خير من ان تلقاه وان تلقاه خير من ان تجربه. وقال النبي صلىاللهعليهوآله : اكثر منافقي امتي قراؤها ، فكن حيث ندبت اليه ، وامرت به ، واخف سرك عن الخلق ما استطعت ، واجعل طاعتك لله بمنزلة روحك من جسدك ، ولتكن معتبرا حالك ما تحققه بينك وبين بارئك ، واستعن بالله في جميع أمورك متضرعا اليه آناء ليلك ونهارك ، قال الله تعالى : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) والاعتداء من صفة قرآء زماننا هذا