والآثار التي ترتبت على اقرارها بالفعل في حياة البشرية. ولعلها هي معجزة الاسلام التي ارادها الله لعباده. وان كان هذا التوجيه يرد هكذا ـ تعقيبا على حادث فردي ـ ولكن هو قاعدة كبرى عليه يشاد بنيان العدالة الانسانية في ظل الاسلام الحنيف.
والا فان الحقيقة التي استهدفت هذا التوجيه تقريرها هنا. والآثار الواقعية التي ترتبت بالفعل على تقريرها في حياة الامة المسلمة .. هي الاسلام في صميمه. وهي الحقيقة التي أرادها الاسلام ـ وكل رسالة سماوية قبله ـ غرسها في الأرض.
هذه الحقيقة ليست هي مجرد : كيف يعامل فرد من الناس. أو كيف يعامل صنف انما هي كيف يزن الناس كل امور الحياة. ومن أين يستمدون القيم التي يزنون بها ويقدرون.
ـ ان الميزان الذي أنزله الله تعالى للناس مع أنبيائه. ليقوّموا به القيم كلها هو : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) هذه هي القيمة الوحيدة التي يرجح بها وزن الناس أو يشين. وهي قيمة سماوية بحتة. لا علاقة لها بموضوعات الارض وملابساتها انها المعجزة. معجزة الميلاد الجديد للانسان على يد الاسلام الحنيف في ذلك العصر المظلم.
ومنذ ذلك الميلاد سادت القيم التي صاحبت ذلك الحادث العظيم ولكن المسألة لم تكن هيّنة ولا يسيرة في البيئة العربية. غير أن الرسول ص وآله قد استطاع ـ بارادة الله تعالى وبتصرفاته الحكيمة ـ ان يزرع هذه الحقيقة في الضمائر والنفوس. وان يحرسها ويرعاها حتى تتأصل جذورها. وتمتد فروعها. وتظل حياة الجماعة المسلمة بعناية أهل بيت النبي من بعده أن تنمو وتزهو. الى الابد لكن في بعض اتباعهم.
ـ وكان آخر عمل من اعمال الرسول في مثل هذا الحادث ما