صنعه في تأمير اسامة بن زيد على جيشه لغزو الروم. يضم جميع الصحابه من المهاجرين والانصار. وفيهم مثل ابي بكر وعمر وابي عبيد. وسعد بن ابي وقاص وأمثالهم الكثير. وقد تململ بعض هؤلاء من امارة اسامة وهو حدث السن لم يتجاوز الثامنة من عمره فقال النبي ص وآله : (وايم الله ان كان لخليقا للامارة) وقوله لسليمان الفارسي (سليمان من أهل البيت.)
وبعد تقرير تلك الحقيقة الكبيرة في ثنايا التعقيب في المقطع الاول في السورة. يعجب السياق في المقطع الثاني من أمر هذا الانسان. الذي يعرض عن الهدى ويستغني عن الايمان بالطغيان. ويستعلي على الدعوة لله بالدعوة للشيطان. فالله تعالى يعجب من أمره وكفره بنعمة خالقه. وهو لا يذكر مصدر وجوده. واصل شأنه. ولا يرى عناية الله تعالى به. وهيمنته عليه. في كل مراحله. من أول نشأته الى نهاية حياته.
(قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ) فانه ليستحق القتل من أول انحرافه وطغيانه على خالقة ما اشد كفره وجحوده ونكرانه لمقتضيات نشأته وخلقته. ولو رعى هذه المقتضيات لما وقع في هذه الغفلات وترك شكر منعمه العظيم. ولو ذكر ذلك لتواضع في دنياه وذكر أخراه.
(مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) انه من أصل واهن متواضع زهيد. وانما يستمد قيمته من فضل ربه.
(مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ) من هذا الشيء الذي لا قيمة له. خلق. ولكن خالقه هو الذي قدره وهداه. ومنحه ما به ارتفع واعتلا. الى ارفع مقام فجعله خلقا آخر سويا.
(فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ (٦))
(ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) فقد مهد له خالقه السبيل وهداه الى كل خير وكرامه.