(ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ) فأمره في اوله ونهايته في يد الذي اخرجه من العدم الى الحياة من الحيوانية الى الانسانية. فكان هذا طرقا من تدبيره وتقديره وعنايته.
(ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ) حتى اذا حان الموعد الذي اقتضته الحكمة الالهية. أعاده الى الحياة لما يريد به من الامر. فليس متروكا ومصيره لا محال اما الى الجنة اول النار.
(كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ) الانسان عامة بافراده جملة. وبأجياله كافة. الى آخر لحظة في حياته. كلا انه لمقصر فلم يؤد واجبه لخالقه. ولم يذكر أصله ونشأته.
(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ (٢٤) أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا (٢٥) فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا (٢٧) وَعِنَباً وَقَضْباً (٢٨) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (٢٩) وَحَدائِقَ غُلْباً (٣٠) وَفاكِهَةً وَأَبًّا (٣١) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (٣٢) فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ (٣٣) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (٣٩) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ (٤٠) تَرْهَقُها قَتَرَةٌ (٤١) أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (٤٢))
ـ البيان : هذه قصة طعامه مفصلة مرحلة مرحلة. فلينظر اليها هذا الانسان المنحرف وهي امام عينه. لينظر الى قصته العجيبة اليسيرة. فان يسرها ينسيه ما فيها من عناية وتدبير. وهي معجزة كمعجزة خلقه ونشأته. وكل خطوة من خطواتها تبرهن عن عظمة خالقها العظيم.
(أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا) المقصود منه النازل من السماء والخارج من الارض بجميع اقسامها.
(ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا) وهذه هي المرحلة التالية لصب الماء.
(فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا) وهو يشمل جميع الحبوب. ما يأكله الناس ويتغذى به الحيوان.