من فقدانها. لانها أصبحت مصدرا للتضليل كما تراها في عصرنا الحاضر. بحيث كل فاهم يقتصر نظره عليها يصبح ملحدا زنديقا.
وكان القرن السادس والسابع لميلاد المسيح (ع) من أحط أدوار التاريخ بلا خلاف. فكانت الانسانية منحدرة دوما على وجه الارض لا قوة تمسك بيدها. وتمنعها من التردي.
وكان الانسان في ذلك القرن قد نسي خالقه ونسي نفسه ومصيره. وفقد رشده. وأصبحت الديانات العظيمة فريسة العابثين والمتلاعبين. حتى لو بعث أصحابها الاولون لم يعرفوها. وقد أشار القرآن المجيد الى مظاهر الكفر الذي شمل أهل الكتاب والمشركين.
(قالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ. وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ).
(وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) وكان أشد هذا الخلاف. ما كان بين نصارى الشام والدولة الرومية. وبين نصارى مصر.
(وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ) فعبادة الله وحده التي أمروا بها (وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) عقيدة خالصة في الضمير والعقيدة. فأين هذا من التصورات الزائفة.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ).
ان محمدا ص وآله. هو الرسول الاخير. وان الاسلام الذي جاء به هو الرسالة الاخيرة .. وقد كانت الرسل تتوالى كلما فسدت الارض ، فأما وقد شاء الله أن يختم الرسالات بهذه الرسالة. فقد تحددت الفرصة الاخيرة فاما ايمان فنجاة. واما كفر فهلاك. والكفر دلالة على الشر.
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) حكم