قاطع لا جدال فيه انه الايمان المجرد من كل شائبة. انه الايمان الذي ينشىء بآثاره واقع الحياة السعيدة.
(أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ. جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ ..) نعيم دائم وصحبة أبرار.
(رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) انه تعبير يلقى روحانية منعشة حيث يعجز تعبير آخر عنه.
(ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) وذلك هو التوكيد الاخير. يوصل القلب بخالقه العظيم.
عن جابر بن عبد الله الانصاري قال : كنا عند النبي ص وآله ، فأقبل علي بن ابي طالب (ع) فقال النبي : أتاكم أخي ثم التفت الى الكعبة فضربها بيده. ثم قال : والذي نفسي بيده ، ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة. ثم قال : انه أولكم ايمانا. وأوفاكم بعهد الله. وأقومكم بأمر الله. وأعدلكم في الرعية. وأقسمكم بالسوية. وأعظمكم عند الله مزية.
قال جابر : فنزلت (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ). قال وكان أصحاب محمد ص وآله حوله اذا أقبل علي (ع) فقال : (جاء خير البرية).
عن علي (ع) : قبض رسول الله ص وآله وأنا مسنده الى صدري. فقال يا علي : ألم تسمع قول الله عزوجل : ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية. قال ص وآله : (هم انت وشيعتك ، وموعدي وموعدكم الحوض اذا اجتمعت الامم للحساب يدعون غراء محجلين). وفيه عن عباس كذلك الحديث.