(وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ)
فلقد اتخذها جماعة من المشركين ، المغلقي القلوب والعقول ، مادة للسخرية والتهكم وقالوا : ان رب محمد يتحدث عن الذباب والعنكبوت. ولم يهزّ مشاعرهم هذا التصوير العجيب ، لأنهم لا يعقلون ولا يعلمون.«ولا يعقلها الا العالمون».
خاتمة في الاعجاز
المعجز هو الذي يأتي به مدعي النبوة بعناية الله الخاصة. خارقا للعادة وخارجا عن حدود القدرة البشرية وقوانين العلم والتربة. ليكون بذلك دليلا على صدق النبي وحجته في ادعائه النبوة ودعوته انه مرسل من قبل رب العالمين ، ليبلغ شرائعه وأحكامه لكافة من أرسل اليهم «بأمان وكمال ورفق واحسان».
ويشترط في مدعى النبوة أن يكون ظاهر الصلاح ، من مبدأ حياته الى زمان دعوته ، وأن يكون موصوفا بالامانة ، معروفا بصدق اللهجة والاستقامة.
ويشترط في دعوته التي جاء يدعو اليها الخلق ، أن تكون وفق العقل وأساسياته ، والا لما جاز اظهار الدعوة ، لمن لم يكن متصفا بهذه الصفات المذكورة. لانه لو كان مع صفاته المذكورة. كاذبا في دعواه ، لكان اظهار المعجزة على يده وتخصيص الله له بالعناية ، اغراء للناس بالجهل وتوريطا لهم في متاهات الضلال ، وهذا قبيح ممتنع ، على جلال الله وقدسيته العظمى ، ورأفته بعباده الضعفاء.
حكمة تنوع المعجز
ان الحكمة في تنوع المعجز فائدة عظمى وحجة كبرى. لان المعجز ، اذا كان من جنس ما يفتخر به أهل ذلك العصر والزمان ، وما يتفاخر به