(وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ..) لقد كان من هو ان النفس الانسانية عند اهل الجاهلية ان يدفنوا الانثى وهي حية. لاسباب عديدة. فمنهم خشية العار. ومنهم خشية الفقر ومنهم لأنها مشؤومة. ومنهم لأنها بنفسها هي تجلب العار والقبح على اهلها وعشيرتها.
(وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ) ..
ـ وحين تحقق ميلاد الانسان الجديد بوجود دين الاسلام الحنيف. استعاد القيم التي وهبها خالق الانسان لبني الانسان عامة. وتحققت على ضوء ذلك كرامة المرأة التي رفع شأنها وجعلها في صف غيرها من أبناء جنسها. ومنحها ما لم تكن تحلم به البشرية من العزة والكرامة. وفي تكريم الذكر والانثى على حد سواء ووضع كل مخلوق في مرتبته.
وحين تعد الدلائل على ان هذا الدين من عند الله. وان جاء به رسول الله ص وآله هو وحى من الله تعالى. تعد هذه النقلة للمرأة احدى هذه الدلائل التي لا تخطىء. حيث لم تكن توجد في البيئة امارة واحدة. ينتظر ان تنتهي بالمرأة الى هذه الكرامات التي منحها الاسلام اياها. وذلك بما نزل به المنهج الالهي ليصنع هذا ابتداء دوافع الارض كلها. فأنشأ وضع المرأة الجديد انشاء. واوجب حجابها لصيانتها من كل ما يشينها.
(فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (١٧) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (١٨) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣) وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤) وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (٢٥) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٢٧) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٢٩))
ـ البيان : (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ) يعني اعلن ما حوته من اعمال الانسان وافعاله وهذا الاعلان من افعال الانسان على رؤوس الاشهاد اشد