لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) فقال الله تعالى قد اعطيتك ذلك لك ولأمّتك فقال الصادق عليهالسلام ما وفد الى الله تعالى أحد اكرم من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث سأل لأمته هذه الخصال (١).
ومنها قوله تعالى : (ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ)(٢) وتقريب الاستدلال بالآية ان الله لا يريد جعل الامر الحرجي في الدين فيستفاد منها الميزان الكلي.
وفي المقام مناقشة وهي ان المستفاد من الآية ان الله تعالى لم يرد بهذا الأمر المذكور في الآية ايقاع الحرج لكن حيث ان المذكور فيها ذو ملاك ومصلحة أمر به وجعله على المكلفين وبعبارة اخرى المستفاد من الآية ان الله لا يكلف بتكاليف حرجية خالية عن الملاك والفائدة وبهذا البيان لا يمكن الوصول الى المقصود وليس للاستدلال على المدعى سبيل.
ولكن بعد المراجعة الأخيرة اختلج بالبال أن يقال يمكن أن يكون المراد من الآية الشريفة بيان ان الله لا يريد بالتكاليف التي يكلفكم بها ايقاع الحرج عليكم ولذا عند الضرورة والمحذور عن استعمال الماء تصل النوبة الى الطهارة الترابية بل يريد ان يطهركم ويزيل عنكم الخباثة المعنوية كي يناسب قيامكم للصلاة التي تكون مشروطة بالطهارة وعليه لا يمكن الاستدلال بهذه الآية على المدعى لكن يكفي للاستدلال عليه بقية الوجوه ومنها قوله تعالى في سورة الحج (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)(٣) وتقريب الاستدلال بما ان المستفاد منها كبرى
__________________
(١) البرهان : ج ١ ص ٢٦٦ الحديث ٢.
(٢) المائدة : ٦.
(٣) الحج : ٧٨.