الحديث (١) والمستفاد من الحديث ان من يكثر شكه في الصلاة لا يعتني بشكه.
ومنها ما رواه علي بن أبي حمزة عن رجل صالح عليهالسلام قال : سألته عن الرجل يشك فلا يدري واحدة صلى أو اثنتين أو ثلاثا أو أربعا تلتبس عليه صلاته قال : كل ذا؟ قال قلت نعم. قال : فليمض في صلاته ويتعوّذ بالله من الشيطان فانه يوشك أن يذهب عنه (٢).
الجهة الثانية : ان الوارد في جملة من النصوص لفظ السهو ، منها ما رواه محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام قال : اذا كثر عليك السهو فامض على صلاتك فإنه يوشك ان يدعك انما هو من الشيطان (٣) ومنها ما رواه ابن سنان عن غير واحد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : اذا كثر عليك السهو فامض في صلاتك (٤) ومنها ما رواه محمد بن علي بن الحسين قال : قال الرضا عليهالسلام اذا كثر عليك السهو في الصلاة فامض على صلاتك ولا تعد (٥) والسهو لا يكون مرادفا للشك بل مباين معه فان الشاك ملتفت ويتردد في الأمر واما الساهي فهو غافل قال الطريحي وفي الصحاح السهو الغفلة وقد سهى عن الشيء فهو ساه وعلى هذا فبأيّ تقريب يمكن ان يقال ان المراد من السهو في هذه النصوص هو الشك أو الأعم مع ان مقتضى أصالة الحقيقة حمل اللفظ على معناه الحقيقي وإرادة المعنى المجازي من اللفظ يحتاج الى القرينة والقول بان لفظ السهو استعمل في الشك بمقدار صار حقيقة في الشك مجازفة وادّعاء على خلاف الواقع.
__________________
(١) الوسائل : الباب ١٦ من أبواب الخلل الحديث ٥.
(٢) نفس المصدر الحديث ٤.
(٣) نفس المصدر الحديث ١.
(٤) نفس المصدر الحديث ٣.
(٥) نفس المصدر الحديث ٦.