القاعدة التاسعة عشرة
قاعدة لا شك لكثير الشك
من القواعد التي وقعت محل كلام الأصحاب قاعدة أنه لا شك لكثير الشك ويقع الكلام حول هذه القاعدة في جهات :
الجهة الأولى : فيما يمكن ان يستدل به عليها والظاهر أنه يمكن ان يستدل عليها بوجهين :
الوجه الأول : الشهرة بين الأصحاب بحيث يكون انكارها خروجا عن جادة الصواب وانحرافا عن الحق.
الوجه الثاني : جملة من النصوص.
منها ما رواه زرارة وأبو بصير قالا قلنا له : الرجل يشك كثيرا في صلاته حتى لا يدري كم صلّى ولا ما بقي عليه قال يعيد قلنا فانه يكثر عليه ذلك كلّما أعاد شك قال يمضي في شكه ثم قال لا تعوّدوا الخبيث من أنفسكم نقض الصلاة فتطمعوه فإن الشيطان خبيث معتاد لما عوّد فليمض أحدكم في الوهم ولا يكثرنّ نقض الصلاة فانه اذا فعل ذلك مرّات لم يعد اليه الشك قال زرارة ثم قال انما يريد الخبيث ان يطاع فاذا عصي لم يعد الى احدكم (١) وهذه الرواية تامة سندا واما من حيث المدلول فقد اورد فيها بان صدرها يناقض ذيلها
__________________
(١) الوسائل : الباب ١٦ من أبواب الخلل الحديث ٢.