البيّنة (١).
وتقريب الاستدلال على المدعى بالحديث : أن المستفاد منه أنّ البيّنة حجّة في جميع الموضوعات الخارجية.
وفيه أن الحديث ضعيف سندا فلا يعتد به.
وربما يقال كما قيل : أن عمل المشهور بالخبر الضعيف يوجب انجباره ويوجب صيرورته موثوقا به وموضوع الحجة الخبر الموثوق به.
ويرد على هذا البيان :
أولا : أنّه كيف يمكن الجزم بأن المشهور عملوا بهذا الخبر والحال أن الوجوه القابلة للاستدلال متعددة.
وثانيا : أن الالتزام بكون عمل المشهور جابرا وإعراضهم مسقطا من غرائب الكلام ويستلزم التناقض إذ في الأصول يحكمون بعدم اعتبار الشهرة الفتوائية وفي الفقه يحكمون بكون العمل أو الإعراض جابرا ومسقطا ولا يمكن الجمع بين القولين.
وصفوة القول : أنّه إن كان الورع والفضيلة يوجبان العلم لوصولهم الى دليل معتبر فكلا المقامين من واد واحد وإن قلنا أنّه يحتمل أن يكون العمل أو الإعراض ناشئا عن الاجتهاد فلا أثر لعملهم ولا لإعراضهم.
وثالثا : أنه أيّ دليل دلّ على أنّ الميزان في الحجية الوثوق بصدور الخبر لا بكون الراوي ثقة والحال أن السيرة العقلائية التي هي العمدة في دليل اعتبار الأخبار الآحاد جارية على العمل بخبر الثقة.
ويؤكد المدعى بل يدل عليه ما ورد في بعض الروايات حين يسأل الراوي
__________________
(١) الوسائل : الباب ٤ من أبواب ما يكتسب به ، الحديث ٤ ..