حتّى تعلم أنّه قذر» (١) تكون ذات مفهوم عرفا ؛ حيث إنّ معنى الجملة المذكورة ، أنّ كلّ مشكوك الطّهارة والنّجاسة طاهر إلى زمن العلم بالقذارة وهو زمن ارتفاع الشّكّ ، فترتفع الطّهارة حينئذ قهرا ، فلا طهارة بعد الغاية وحصول العلم.
وأمّا إن كانت للموضوع ، كقوله تعالى : (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ)(٢) أو للمتعلّق ، كقوله تعالى : (أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ)(٣) فلا مفهوم لها إلّا إذا كانت هناك قرينة ؛ إذ التّقييد بالغاية حينئذ ، كالتّقييد بالوصف ، فكما أنّ تقييد الموضوع أو المتعلّق بالوصف لا يدلّ على المفهوم ـ كما عرفت ـ كذلك تقييدهما بالغاية.
أمّا المقام الثّاني : فالحقّ عدم كون الغاية داخلة في المغيّى ، كما هو ظاهر ، إلّا إذا كانت هناك قرينة ، كقولنا : «قرأت القرآن أو حفظته من أوّله إلى آخره».
(مفهوم الاستثناء)
النّحو الرّابع : مفهوم الاستثناء.
لا ريب : أنّ كلمة : «إلّا» بمعنى : الصفة والوصف خارجة عن حريم البحث هنا ويكون حالها حال سائر النّعوت والأوصاف الرّاجعة إلى الموضوع الموصوف بلا إفادة انتفاء سنخ الحكم عن غير موردها على ما حقّق في مبحث الوصف.
وأمّا إذا كانت ، بمعنى : الاستثناء ، فلا كلام في أنّ الاستثناء من النّفي ، يدلّ على
__________________
(١) وسائل الشّيعة : ج ٢ ، كتاب الطّهارة ، الباب ٣٦ من ابواب النّجاسات ، الحديث ٤ ، ص ١٠٥٤.
(٢) سورة المائدة (٥) : الآية ٦.
(٣) سورة البقرة (٢) : الآية ١٨٧.