واليه على مصر بامور بالغة الأهمّية ، لم يحفل بمثلها أي نظام اجتماعي عرض لنظام الحكم والإدارة ... لقد نظر الإمام عليهالسلام بعمق وشمول إلى أهمّ جهاز في الدولة وهو القضاء ، فألزم أن يكون القضاة أفضل من في الرعية علما وتقوى وورعا ، وعليهم أن يتحمّلوا المسئوليات التالية :
١ ـ أن يكون القاضي واسع الافق ، لا يضيق من الدعاوى التي ترفع إليه ، ولا ينزعج ويتبرّم أمام المتخاصمين.
٢ ـ أن لا يتمادى في الزلل ، وعليه أن يقف أمام الأحداث التي تعرض عليه بتبصّر وتروّ.
٣ ـ عليه أن يتبع الحقّ إذا تبيّن له.
٤ ـ أن يبتعد عن الطمع ، ولا تميل نفسه إلى حطام الدنيا.
٥ ـ عليه أن ينظر في الدعاوى التي ترفع إليه نظرة فاحصة ، ويبذل قصارى فهمه فيها حتى يكون حكمه مصيبا.
٦ ـ عليه أن يقف في الشبهات ، ولا يحكم حتى يتبيّن له الحقّ.
٧ ـ أن يأخذ بحكمه بالحجج القاطعة.
٨ ـ لا يملّ ولا يسأم من مراجعة المتخاصمين.
٩ ـ أن يكون شديدا في جانب الحقّ ، ولا يميل لأي طرف من المتنازعين.
١٠ ـ أن لا يزدهيه إطراء الناس ، ولا يستميله إغراؤهم.
وأدلى الإمام عليهالسلام ـ في هذا المقطع ـ بعض المسئوليات التي تترتّب على رئيس الدولة تجاه القضاة وهي :