أحد ، فانصرفوا إلى منازلكم إن شاء الله ».
فانصرف الناس فلمّا أصبح الصبح خرج بالمرأة ، وخرج الناس معه متنكّرين متلثّمين ، والحجارة في أيديهم وأرديتهم وفي أكمامهم ، وانتهوا إلى ظهر الكوفة ، وحفر للمرأة حفيرة وضعها فيها ، ونادى في الناس :
« أنّ الله عهد إلى نبيّه صلىاللهعليهوآله عهدا عهده محمّد صلىاللهعليهوآله إليّ بأن لا يقيم الحدّ من لله عليه حدّ ، فمن كان عليه مثل ما عليها فلا يقم عليها الحدّ ».
فانصرف الناس كلّهم ما خلا الإمام وولديه الحسن والحسين ، فأقاموا عليها الحدّ (١).
كان الإمام عليهالسلام جالسا في جامع الكوفة فمرّ به عبد الله بن قفل التميمي ومعه درع طلحة ، فقال له الإمام : هذه درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة ، فطلب عبد الله منه أن يحضر أمام القضاء ، فاستجاب الإمام عليهالسلام ، ولمّا مثل أمام القاضي شريح ، قال الإمام :
« هذه درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة ».
فطلب منه شريح البيّنة ، فأتاه الإمام بالإمام الحسن عليهالسلام فشهد أنّ الدرع لطلحة ، فقال شريح : هذا شاهد واحد ، ولا أقضي بشهادة شاهد حتى يكون معه آخر ، فدعا الإمام قنبرا فشهد أنّ الدرع لطلحة ، فرفض شريح شهادته ، وقال : إنّه مملوك ، فغضب الإمام عليهالسلام وقال لعبد الله :
« خذوا الدّرع فإنّ هذا قد قضى بجور ثلاث مرّات ».
__________________
(١) فروع الكافي ٧ : ١٨٥. من لا يحضره الفقيه ٤ : ٢٢. وسائل الشيعة ١٨ : ٣٤١.