أمير المؤمنين ، فقال الإمام :
« الحمد لله الّذي لم يخرجني من الدّنيا حتّى بيّنت للامّة جميع ما تحتاج إليه » ، ثمّ قال : « ائتوني بمصحف » ، فاتي به ، فقال للأخرس : « ما هذا؟ » ، فرفع رأسه إلى السماء وأشار أنّه كتاب الله عزّ وجلّ ، ثمّ أمر بإحضار وليّه فاحضر ، ثمّ قال : « يا قنبر ، عليّ بدواة وصحيفة ».
فاتي بهما ، ثمّ قال لأخي الأخرس :
« هذا ـ أي عليّ ـ بيني وبينك » ، وكتب : « والله الّذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشّهادة الرّحمن الرّحيم ، الطّالب الغالب الضّارّ النّافع الملك المدرك الّذي يعلم السّرّ والعلانية أنّ فلان ابن فلان المدّعي ليس له قبل فلان بن فلان ـ يعني الأخرس ـ حقّ ولا طالبه بوجه من الوجوه ، ولا بسبب من الأسباب ».
ثمّ غسله وأمر الأخرس بشربه ، فامتنع فألزمه الدّين (١).
كان الإمام عليهالسلام يأمر بحبس فسّاق العلماء وجهّال الأطباء ، قال عليهالسلام :
« يجب على الإمام أن يحبس الفسّاق من العلماء ، والجهّال من الأطبّاء » (٢) ، وفي هذا الاجراء صيانة للعلم والصحّة العامّة ، فإنّ فسّاق العلماء أداة تخريب وفساد للمجتمع ، وكذلك جهّال الأطبّاء من الأسباب الموجبة لإشاعة الدمار والهلاك في المجتمع.
__________________
(١) التهذيب ٦ : ٣١٩. من لا يحضره الفقيه ٣ : ٦٥.
(٢) من لا يحضره الفقيه ٣ : ٢٠. وسائل الشيعة ١٨ : ٢٢١.