فولّيت منه هاربة ، فاشتدّ بي العطش حتى غارت عيناي وذهب لساني ، فلمّا بلغ منّي ذلك أتيته فسقاني ، ووقع عليّ ، فقال الإمام عليهالسلام :
« هذه هي الّتي قال الله عزّ وجلّ : ( فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ ) ، هذه غير باغية ، ولا عادية فخلّ سبيلها ».
فقال عمر : لو لا عليّ لهلك عمر (١).
جيء برجل من أهل منى فجر بامرأة بالمدينة ، فأمر عمر برجمه ، فردّ عليه الإمام عليهالسلام وقال :
« لا يجب عليه الرّجم ؛ لأنّه غائب عن أهله ، وأهله في بلد آخر ، إنّما يجب عليه الحدّ ».
فقال عمر : لا أبقاني الله لمعضلة لم يكن لها أبو الحسن (٢).
اتي بسارق إلى عمر فأمر بقطع يده ، ثمّ سرق ثانيا فأمر بقطع رجله ، ثمّ سرق فأراد قتله ، فقال له الإمام :
« لا تفعل ، قد قطعت يده ورجله ، ولكن احبسه » (٣).
وفي رواية أنّه أمر بحبسه ويطعم من فيء المسلمين.
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ٤ : ٢٥. وسائل الشيعة ١٨ : ٣٨٤. الطرق الحكمية ـ ابن قيم الجوزية : ٥٣. كنز العمّال ٣ : ٩٦.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٢ : ٣٦٠.
(٣) المصدر السابق ٢ : ٣٦٣.