تزوّج شيخ كبير بامرأة فحملت منه ، فزعم الشيخ أنّه لم يصل إليها ، وأنكر حملها ، ورفع أمره إلى عثمان ، فالتبس عليه الأمر ، فأمر بإقامة الحدّ عليها ، وكان الإمام حاضرا فأنكر على عثمان فتواه ، وقال له :
« إنّ للمرأة سمّين سمّ للمحيض ، وسمّ للبول ، فلعلّ الشّيخ كان ينال منها فسال ماؤه في سمّ المحيض فحملت منه ، فاسألوا الرّجل عن ذلك ».
فسألوه فقال : قد كنت انزل الماء في قبلها من غير وصول إليها بالافتضاض ، فقال الإمام :
« الحمل له والولد ولده » ، فصار عثمان إلى قضائه (١).
تزوّج رجل امرأة من جهينة فولدت له ولدا لستّة أشهر ، فانطلق زوجها إلى عثمان فأمر بها أن ترجم ، فبلغ ذلك الإمام عليهالسلام فسارع إلى عثمان فقال له :
« ما تصنع؟ ليس ذلك ـ أي الرجم ـ عليها ، قال الله تبارك وتعالى :
( وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ) (٢) ، وقال : ( وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ ) (٣) ، فالرّضاعة أربعة وعشرون شهرا ، والحمل ستّة أشهر ».
فاعتذر عثمان وقال : والله! ما فطنت لهذا ، وأمر بها أن تردّ ، فسارعوا إليها
__________________
(١) الإرشاد ـ الشيخ المفيد : ١١٣. قضاء أمير المؤمنين عليهالسلام : ٤٢.
(٢) الأحقاف : ١٥.
(٣) البقرة : ٢٣٣.