فقال له الإمام :
« أتقرأ شيئا من القرآن؟ ».
قال : نعم ، سورة البقرة.
فقال الإمام : « وهبت يدك لسورة البقرة ».
فرفع الأشعث المنافق عقيرته قائلا :
أتعطّل حدّا من حدود الله.
فبيّن له الإمام الوجه في عفوه قائلا :
« وما يدريك ما هذا؟ إذا قامت البيّنة فليس للإمام أن يعفو ، وإذا أقرّ الرّجل على نفسه فذاك إلى الإمام إن شاء عفا وإن شاء قطع » (١).
نعم للإمام أن يعفو عن الحدّ قبل قيام البيّنة ، أمّا بعد قيامها فليس له ذلك ، حسب فقه أهل البيت عليهمالسلام.
كان قيس بن عمرو بن مالك من بني الحارث المعروف بالنجاشي شاعر الإمام عليهالسلام ، وهو شاعر موهوب ، مرّ في شهر رمضان بصديق له يسمّى أبا سماك العدوي بالكوفة فقال له أبو سماك :
ما تقول في رءوس حملان في كرش في تنور قد أينع من أوّل الليل إلى آخره ، فردّ عليه النجاشي :
ويحك! في شهر رمضان تقول هذا؟
__________________
(١) قضاء أمير المؤمنين عليهالسلام : ٣٣ ، نقلا عن الصدوق.