يرحمكم من في السّماء» (١) وأخرج الترمذيّ من طريق أبي هريرة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : «لا تنزع الرحمة إلّا من [قلب] شقيّ» (٢) وخرّج عن جرير بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من لا يرحم الناس ، لا يرحمهالله» (٣) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح ، وهذا الحديث خرّجه مسلم عن جرير ، وخرّج مسلم أيضا من طريق أبي هريرة : «من لا يرحم لا يرحم» (٤) انتهى ، وبالجملة : فأسباب الألفة والتراحم بين المؤمنين كثيرة ، ولو بأن تلقى أخاك بوجه طلق ، وكذلك بذل السلام وطيّب الكلام ، فالموفّق لا يحتقر من المعروف شيئا ، وقد روى الترمذي الحكيم في كتاب «ختم الأولياء» له بسنده عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إذا التقى المسلمان كان أحبّهما إلى الله سبحانه أحسنهما بشرا بصاحبه» أو قال : «أكثرهما [بشرا] بصاحبه ، فإذا
__________________
(١) أخرجه أبو داود (٢ / ٧٠٣) كتاب «الأدب» باب : في الرحمة (٤٩٤١) ، والترمذي (٤ / ٣٢٣ ـ ٣٢٤) كتاب «البر والصلة» باب : ما جاء في رحمة المسلمين (١٩٢٤) ، وأحمد (٢ / ١٦٠) ، والحاكم في «المستدرك» (٤ / ١٥٩) ، والبيهقي (٩ / ٤١) كتاب «السير» باب : ما على الوالي من أمر الجيش ، والحميدي (٢ / ٢٦٩) (٥٩١).
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
(٢) أخرجه أبو داود (٢ / ٧٠٣) كتاب «الأدب» باب : في الرحمة (٤٩٤٢) ، والترمذي (٤ / ٣٢٣) كتاب «البر والصلة» باب : ما جاء في رحمة المسلمين (١٩٢٣).
قال الترمذي : هذا حديث حسن.
(٣) أخرجه البخاري (١٠ / ٤٥٢) كتاب «الأدب» باب : رحمة الناس والبهائم (٦٠١٣) ، ومسلم (٤ / ١٨٠٩) كتاب «الفضائل» باب : رحمته صلىاللهعليهوسلم الصبيان والعيال ، وتواضعه وفضل ذلك (٦٦ ، ٦٦ / ٢٣١٩) ، والطبراني (٢ / ٣٥٤ ـ ٣٥٥) (٢٤٩١ ـ ٢٤٩٢ ـ ٢٤٩٣ ـ ٢٤٩٥) ، والبيهقي (٨ / ١٦١) كتاب «قتال أهل البغي» باب : ما على السلطان من القيام فيما ولي بالقسط والنصح للرعية ، والرحمة بهم ، والشفقة عليهم والعفو عنهم ما لم يكن حدا ، والحميدي (٢ / ٣٥١) (٨٠٢) ، وأحمد (٤ / ٣٥٨ ، ٣٦٠ ، ٣٦١ ، ٣٦٢ ، ٣٦٥ ، ٣٦٦)
(٤) أخرجه البخاري (١٠ / ٤٤٠) كتاب «الأدب» باب : من ترك صبية غيره حتى تلعب به ، أو قبلها أو مازحها (٥٩٩٧) ، ومسلم (٤ / ١٨٠٨ ـ ١٨٠٩) كتاب «الفضائل» باب : رحمته صلىاللهعليهوسلم الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك (٦٥ ، ٦٥ / ٢٣١٨) ، وأبو داود (٢ / ٧٧٧) كتاب «الأدب» باب : في قبلة الرجل ولده (٥٢١٨) ، والترمذي (٤ / ٣١٨) كتاب «البر والصلة» باب : ما جاء في رحمة الولد (١٩١١) ، والبخاري في «الأدب المفرد» (٣٥) (٩١) ، وابن حبان (٢ / ٢٠٢) كتاب «البر والإحسان» باب : الرحمة (٤٥٧ ، ٤٦٣) ، (١٢ / ٤٠٦ ـ ٤٠٧) كتاب «الحظر والإباحة» باب : ذكر الإباحة أن يقبل الرجل ولده ، وولد ولده وما بعده (٥٥٩٤ ، ٥٥٩٦) ، (١٥ / ٤٣١) كتاب «إخباره صلىاللهعليهوسلم عن مناقب الصحابة» باب : ذكر ملاعبة المصطفى صلىاللهعليهوسلم للحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه (٦٩٧٥) ، وأحمد (٢ / ٢٢٨ ، ٢٤١ ، ٢٦٩ ، ٥١٤).
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.