لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ). فيكون من الإطلاق الأول ـ أعنى إطلاق المصدر على الفاعل ـ.
وعبارة الزركشى رحمهالله فى تفسير هذا الاسم : «وأما تسميته ذكرا» فلما فيه من المواعظ والتحذير وأخبار الأمم الماضية ، وهو مصدر ذكرت ذكرا.
والذكر : الشرف. قال تعالى : (لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ) أى : شرفكم أه. (٢٦)
وبعد فهذه هى الأسماء الخمسة لهذا الكتاب العظيم أغفل الطبرى رحمهالله منها رابعها وهو التنزيل ، بيد أن هذا الاسم قد صار من أشهر أسمائه فى عرف جميع المنتسبين إليه من العلماء فمن دونهم. قال الشيخ طاهر الجزائرى فى كتابه (التبيان) :
«وقد كثر تداول العلماء لهذا الاسم : فتراهم يقولون : ورد فى التنزيل كذا ، ولم يرد فى التنزيل كذا إلى غير ذلك ، وهو يعنون بالتنزيل القرآن» أه. (٢٧) قال شيخنا غزلان : «وهذه الأسماء الخمسة هى التى شاع على ألسنة العلماء استعمالها أسماء للنظم الكريم ، وكلها أعلام بالغلبة ، ولا ريب أن القرآن أشهرها وأكثرها جريانا على الألسنة» أه. (٢٨)
الحقيقة الشرعية لهذه الأسماء وإطلاقاتها (علم الشخص ـ اسم الجنس) (القرآن) : تعددت إطلاقات القرآن بالمعنى الشرعى تبعا لتعدد اعتبارات ما يراد منه ، فتارة يراد باعتباره لفظا منطوقا ، وتارة باعتباره نقشا مرموقا فى المصحف ، وثالثة باعتباره الكلام النفسى القائم بذاته الأقدس جل جلاله.
وقد اتفق العلماء على صحة إطلاق (القرآن) على اللفظ المنطوق بالألسنة ، وعلى النقش المرقوم فى المصحف ، سواء كان هذا الإطلاق من خلال جعله علم شخص بأن يكون هذا الإطلاق على المجموع المؤلف من مائة وأربع عشرة سورة بحركاتها وسكناتها ، أم كان من خلال اسم الجنس الذى يطلق فيه الاسم (القرآن) على كل القرآن أو بعضه ؛ لأنهما يشتركان فى قدر مشترك ولكنهم يختلفون فى إطلاقه على الكلام النفسى القائم بذاته.