فى الخط تسمية بما يؤول إليه مع المناسبة.
ويطلق الكتاب كالقرآن على المجموع المنزل على النبى المرسل صلىاللهعليهوسلم وعلى القدر الشائع بين الكل والجزء) (٢٠) أه.
وبعد هذا التحرير لأمر هذه الأسماء الثلاثة ، لم يبق غير ردّ دعاوى بعض أتباع المستشرقين من أمثال بلاشير وكرنكو عند ما يذهبون إلى عدم أصالة هذه الألفاظ الثلاثة فى اللغة العربية ، وأنها ترتد لأصل آرامى. (٢١)
وهذا باطل أيضا من جهة أخرى : أن استعمال العرب هذه الألفاظ قبل التنزيل كان كافيا لتعريبها.
وأما رابع هذه الأسماء فهو «التنزيل» قال فى تفسيره الزركشىّ رحمهالله : «وأما تسميته (تنزيلا) ؛ فلأنه مصدر نزلته لأنه نزل من عند الله على لسان جبريل ؛ لأن الله تعالى أسمع جبريل كلامه وفهمه إياه كما شاء من غير وصف ولا كيفية ، فنزل به على نبيه ، فأداه هو كما فهمه وعلمه» أه (٢٢).
وقد جاء ذكر هذا اللفظ ـ أعنى لفظ التنزيل ـ فى نحو قوله تعالى من سورة الشعراء : (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ) وقوله فى سورة الحاقة (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ).
وأما خامس هذه الأسماء فهو : «الذكر» كما فى قوله تعالى فيما قال جوابا على المتهكمين على القرآن ونبيه صلىاللهعليهوسلم : (وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) الآية. وقوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ). (٢٣) وقوله علا وجل : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ) الآية.
وقوله سبحانه : (ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ). وقوله جل من قائل : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ) (٢٤). وقوله تعالى : (وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ). (٢٥)
والذكر مصدر ذكر يذكر ، فإطلاقه على التنزيل المجيد إما لكونه ذاكرا للناس ما يصلح أمر معاشهم ومعادهم مذكّرا بما فيه من البشارة والنذارة ، فيكون من إطلاق المصدر على الفاعل ، وإما لكونه مذكورا بفضله وشرفه ، وبالقلب وعيا وإجلالا ، وباللسان تلاوة وعلما ، مذكورا فيه ما لا يستقيم أمر الخلق إلا به ، فيكون من إطلاق المصدر على المفعول.
ويجوز أن يكون من الذكر بمعنى الشرف لكونه شريفا فى نفسه مشرفا لمن انتسب إليه وتخلق به. قال تعالى : (لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ) وقال : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ