وقوله : (وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً) (٨٧) الآية خص بقوله تعالى : (فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ) (٨٨). وقوله :
(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ) (٨٩). خص بقوله : (فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ) (٩٠).
وقوله : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ) (٩١) ، خص بقوله : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ) (٩٢) الآية. ومن أمثلة ما خص بالحديث قوله تعالى : (وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ) (٩٣) خص منه البيوع الفاسدة ـ وهى كثيرة بالسنة ـ (وَحَرَّمَ الرِّبا) ، خص منه العرايا (٩٤) بالسنة ، وآيات المواريث خص فيها القاتل والمخالف فى الدّين بالسنة. وآية تحريم الميتة خص منها الجراد بالسنة ، وآية (ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) (٩٥) خص منها الأمة بالسنة (٩٦).
وقوله : (ماءً طَهُوراً) (٩٧) خص منه المتغير بالسنة ، وقوله : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا) (٩٨) ، خص منه من سرق دون ربع دينار بالسنة. ومن أمثلة ما خص بالإجماع :
آية المواريث خص منها الرقيق فلا يرث بالإجماع ، ذكره مكى. ومن أمثلة ما خص بالقياس : آية الزنا (فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ) (٩٩) خص منها العبد بالقياس على الأمة المنصوصة فى قوله : (فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ) (١٠٠) المخصص لعموم الآية ، ذكره مكى أيضا».
ثم قال السيوطى : «فصل من خاص القرآن : ما كان مخصصا لعموم السنة وهو عزيز ، ومن أمثلته قوله تعالى : (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ) (١٠١) خص عموم قوله صلىاللهعليهوسلم : (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله).
وقوله : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) (١٠٢) ، خص عموم نهيه صلىاللهعليهوسلم عن الصلاة فى الأوقات المكروهة بإخراج الفرائض ، وقوله : (وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها) (١٠٣) الآية خص عموم قوله صلىاللهعليهوسلم :
«ما أبين من حى فهو ميت» ، وقوله :
(وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) (١٠٤).
خص عموم قوله صلىاللهعليهوسلم : (لا تحل الصدقة لغنى ولا لذى مرة سوىّ). وقوله : (فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي) (١٠٥). خص عموم قوله صلىاللهعليهوسلم : (إذا التقى المسلمان بالسيف ، فالقاتل والمقتول فى النار)».