(وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) (٨)
استعار متعلق الحرف (فى) الكلى ، وهو مطلق الظرفية لمتعلق الحرف (على) وهو مطلق الاستعلاء. ثم سرى التشبيه إلى معنى الحرفين ، فاستعيرت (فى) ل (على) لتفيد هذه الاستعارة المبالغة فى تصوير المعنى المراد حتى لكأن فرعون من شدة غيظه على إيمان السحرة لم يكتف بإلصاقهم بجذوع النخل ، وإنما غرس أجسادهم فيها غرسا.
والاستعارة التبعية فى معنى الفعل كثيرة الورود فى القرآن الكريم. يليها الاستعارة فى زمن الفعل ، ثم فى الحروف (٩).
أ. د. عبد العظيم إبراهيم المطعنى
الهوامش :
__________________
(١) مفتاح (١٧٩) للإمام السكاكى.
(٢) المصباح (٦٥) لبدر الدين ابن بن مالك.
(٣) الإيضاح (٥ / ٨٨) للخطيب القزوينى.
(٤) النحل (١).
(٥) الكهف (٩٩).
(٦) الإسراء (١٢).
(٧) النكت فى إعجاز القرآن (٨٨) للرمانى.
(٨) طه (٧١).
(٩) الفرق بين الاستعارة فى معنى الفعل وفى زمن الفعل أن معنى الفعل فى الأولى هو الذى تغير من الحقيقة إلى المجاز ، أما زمنه ماضيا أو مضارعا أو أمرا فيظل كما هو.
أما فى زمن الفعل فإن معنى الفعل يظل كما هو حقيقة لغوية لا مجاز فيه. وزمنه هو الذى تغير من المضارع إلى الماضى ، أو من الماضى إلى المضارع.