(ه) حسن التقسيم : حيث قسم الناس بالنسبة لضرب الأمثال بالبعوضة وما زاد عليها فى الحقارة أو ما زاد فى الحجم إلى فريقين : فريق مؤمن مصدق ، وآخر كافر مكذب.
(و) المقابلة : حيث طابق بين «آمنوا» و «كفروا» و «يضل» و «يهدى» ، وقد جمعت المقابلة هنا التكافؤ حسبما يرى ابن أبى الأصبع لأن «يهدى» و «يضل» مجازيان.
(ز) التعطف : وذلك فى ثلاثة مواضع «مثلا» و «مثلا» ، «يضل» و «يضل» ، «كثيرا» و «كثيرا».
(ح) البيان بعد الإبهام : وذلك أنه سبحانه قال : (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً) فبين أن فريقا يضل به وآخر يهدى ، ولم يبين من المهدى ومن المضل ، ثم عاد فقال : (وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ) ليعلم من هو الفريق المضل وفى هذا البيان معنى الاحتراس.
(ط) صحة التفسير : حيث فسر «الفاسقين» فى قوله تعالى : (وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ) بقوله تعالى : (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ).
(ى) النزاهة : وذلك لأنه سبحانه حين أراد ذمهم لم يستعمل فيه هجين اللفظ ، ولا قبيح المعانى ، بل سجل عليهم نقضهم ميثاق الله ، وترك ما أمر الله بفعله وفسادهم فى الأرض ، وأخبر عنهم بأنهم هم الخاسرون لا غيرهم.
(ك) التكافؤ : وهو ـ كما عرفه ابن أبى الأصبع ـ أن يكون ركنا الطباق مجازين لا حقيقيين ، وأن تكون أركان المقابلة مجازية كذلك. والتكافؤ بهذا المعنى وارد فى الآية الثانية : (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) ، حيث قابل بين النقض والتوثقة ، والقطع والوصل ، وهذه كلها أركان مجازية ، فالنقض لا يكون إلا فى المركبات الحسية ، وكذلك التوثقة ، والقطع لا يكون إلا فى المتماسك الحسى ، وقد استعمل هنا مرادا به الترك ، والوصل صنو القطع ، واستعمل هنا فى أمر معنوى هو : الإتيان والفعل.
(ل) الترشيح : وذلك أنه قال : (يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ) هو الذى رشح لإيقاع النقض على العهد ، وهو لا يكون إلا فى المركب الحسى و «العهد» معنى من المعانى ، فالذى رشح له أنهم يسمون العهد «حبلا» على سبيل الاستعارة. قال الزمخشرى : «فإن قلت من أين ساغ استعمال النقض فى إبطال العهد؟
قلت : من حيث تسميتهم العهد بالحبل على