ولكن التفرقة تأتى بسبب موقفه منها ومن المنعم بها ، إما شكرا وإما كفرانا (إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً).
يقول تعالى : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى (١٢٣) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) (طه : ١٢٣ ، ١٢٤).
ويقول عزوجل : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) (البقرة : ٢٥٣).
وتكون التفرقة ـ لذلك ـ فى الجزاء والنتيجة.
يقول سبحانه : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (٧١) وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (الإسراء : ٧١ ، ٧٢).
وبهذا يتحدد نوع الإنسان حسب موقفه من الإيمان بالله تعالى ، والاعتراف بنعمه ، والعمل بشرعه ، امتثالا أو امتناعا.
فهو : إما مؤمن وإما كافر.
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (التغابن : ٢).
العدل والمساواة بين الذكر والأنثى من الإنسان
وإذا كان ثمت تفرقة بين نوعى الإنسان من حيث الكفر والإيمان ، فلا تجد تفرقة بين نوعيه من حيث الذكورة والأنوثة.
وقد تحدث القرآن الكريم عن الذكر والأنثى فى آياته الكريمة ، مؤكدا على قيم العدل ، والمساواة بينهما.
* فمن العدل بينهما :
أ ـ دخول الجنة لمن عمل صالحا ، دون تفرقة بين الذكر والأنثى يقول تعالى : (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) (النساء : ١٢٤).
ب ـ أن يحيى الله من عمل صالحا حياة طيبة ، دون تفرقة بين الذكر والأنثى.
يقول تعالى : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً) (النحل :٩٧).