(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ). (٢٥٤)
وتبدأ أحداث اليوم الآخر بالنفخ في الصور نفخة تؤدي إلى فناء الأحياء ، فلا يبقى سوى الملك الموكل بالصور وملك الموت الذي يقبض الأرواح وجبريل لفضله عند الله. ثم يأمر الله ملك الموت بقبض روح من بقي حيا ، ثم يميته ، فلا يبقى غيره جل جلاله.
(كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ). (٢٥٥)
(كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ). (٢٥٦)
وبعد ذلك يحيي الله إسرافيل ويأمره بالنفخ ثانية فتحيا الخلائق ، ويخرج الأموات من قبورهم ، ويجتمعون للحساب :
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ. وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ). (٢٥٧)
ويكون البعث بالروح والجسد بدليل قوله سبحانه :
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ. بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ). (٢٥٨)
ويعلم المجرمون يومئذ صدق الرسل الذين دعوهم إلى الإيمان :
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (٢٥٩) قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ. إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ. فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٢٦٠)
ويطرأ تغيير هائل على الكون في ذلك اليوم ، إذ تنشق السماء ، وتنطمس النجوم ، وتجمع الشمس والقمر ، وتمد الأرض ، وتزول الجبال ، وتفجر البحار ، قال الله تعالى :
(يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) (٢٦١).
(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (٢٦٢) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (٢٦٣) وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ). (٢٦٤)