«أول ما يدعى إلى الجنة الحمادون. قيل : ومن الحمادون؟
قال : الذين يشكرون الله على كل حال» (٥١٠).
ولا يقتصر الشكر على اللسان بقول : الحمد لله ، وإنما يشمل الإيمان الراسخ والأعمال الصالحة التي يبتغي بها وجه الله سبحانه.
ويعين على الشكر النظر إلى من هم دوننا لا إلى من فضلهم الله علينا بالرزق.
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر ألا تزدروا (٥١١) نعمة الله عليكم (٥١٢)»
فينبغي النظر إلى من هم أكثر عبادة وشكرا ، وإلى من هم أدنى منا في الدنيا لنكون صابرين شاكرين.
عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«خصلتان من كانتا فيه كتبه الله صابرا شاكرا ، ومن لم تكونا فيه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا : من نظر في دينه إلى ما هو فوقه ، فاقتدى به ، ونظر في دنياه إلى من هو دونه ، فحمد الله على ما فضله به عليه ، كتبه الله شاكرا صابرا. ومن نظر في دينه إلى من هو دونه ، ونظر في دنياه إلى من هو فوقه ، فأسف على ما فاته منها لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا (٥١٣).
ومهما كان الإنسان فقيرا ومحروما مما عند غيره ، فإن حواسه وأعضاءه التي خلقها الله له لا تقدر بثمن. فيجب أن يشكر الله الذي منحه إياها ولأهمية الشكر عد نصف الإيمان. قال ابن مسعود رضي الله عنه :
«الإيمان نصفان : نصف صبر ، ونصف شكر» (٥١٤)
ولا ينافي شكر الله أن نشكر الناس المحسنين إلينا إذ أن شكرهم من شكر الله قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من لم يشكر الناس لم يشكر الله» (٥١٥).
ويكون شكرهم بالإحسان إلى المحسن منهم ، وبالدعاء له بأن يجزيه الله خيرا.
قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «من صنع إليكم معروفا فكافئوه. فإن لم تستطيعوا فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه (٥١٦)
وعن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من صنع إليه معروف فقال لفاعله : جزاك الله خيرا ، فقد أبلغ في الثناء (٥١٧)