وكذلك دعا ابراهيم قومه إلى عبادة الله وحده ، ونهاهم عن عبادة أصنام لا يوجد دليل على عبادتها ، ولا شيء يجعل الإنسان يخاف منها.
فالله القادر هو الذي يجب أن يخافه الناس إذا أشركوا به ، وأن يطمئنوا إذا عبدوه :
(وَحاجَّهُ قَوْمُهُ ، قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللهِ وَقَدْ هَدانِ وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ. وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً (١٠١) فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا (١٠٢) إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) (١٠٣)
ومن ذلك الحوار بين موسى ـ عليهالسلام ـ وفرعون الطاغية :
(قالَ فِرْعَوْنُ : وَما رَبُّ الْعالَمِينَ)؟
قال : رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين.
قال لمن حوله : ألا تستمعون؟
قال : ربكم ورب آبائكم الأولين.
قال : إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون.
قال : رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون.
قال : لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين. (١٠٤)
وتهديد العتاة بالسجن والتعذيب في مثل هذا الموقف ما هو إلا عجز عن الرد وهزيمة أمام الحق الذي يجب أن يتبع.
وأحيانا تروى القصة بكاملها بأسلوب الحوار ، كقصة صاحب الجنتين الكافر مع الفقير المؤمن الذي حذره من الكبر والكفر ومن الغرور بالمال والعشيرة ، وخوفه من سوء العاقبة ؛ فاستمر في ضلاله وعناده حتى وقعت الكارثة ، ولم تغن عنه عشيرته شيئا.
(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها (١٠٥)