قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. أفتحبه لابنتك؟
قال : لا والله يا رسول الله ، جعلني الله فداك
قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم. أتحبه لأختك؟
قال : لا والله يا رسول الله ، جعلني الله فداك.
قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم. أتحبه لعمتك؟
قال : لا والله يا رسول الله ، جعلني الله فداك
قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم. أتحبه لخالتك؟
قال : لا والله يا رسول الله ، جعلني الله فداك
قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم.
ثم وضع يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصن فرجه فلم يكن الفتى يلتفت بعد ذلك إلى شيء (١١٣).
أما إذا أدى الجدال إلى العناد والشقاق فهو حينئذ مذموم :
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم
«من ترك الكذب وهو باطل بني له قصر في ربض الجنة (١١٤) ومن ترك المراء وهو محق بني له في وسطها. ومن حسن خلقه بني له في أعلاها (١١٥)».
وعن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة وبيت في وسط الجنة وبيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ، وترك الكذب وإن كان مازحا ، وحسن خلقه (١١٦)).
والجدال الذي يؤدي إلى الزيغ والضلال ونشر البدع منهي عنه :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم قرأ : «بل هم قوم خصمون» (١١٧).
وقال أبو عمر ، ابن عبد البر : (تناظر القوم وتجادلوا في الفقه ونهوا عن الجدال في الاعتقاد لأنه يؤدي إلى الانسلاخ من الدين) (١١٨).