قلت : لهم ولع كثير باللعب
فقال : إن لم يكونوا كذلك فعلق عليهم التمائم!)
يعني إنه لا يمنع الطفل من اللعب إلا أن يكون مريضا (١٧٩).
وقال الغزالي مبينا الطريق في رياضة الصبيان وتأديبهم :
(وينبغي أن يؤذن له بعد الانصراف من الكتاب أن يلعب لعبا جميلا يستريح إليه من تعب الكتب ، بحيث لا يتعب في اللعب.
فإن منع الصبي من اللعب وإرهافه إلى التعليم دائما يميت قلبه ، ويبطل ذكاءه ، وينغص عليه العيش ، حتى يطلب الحيلة في الخلاص منه رأسا» (١٨٠)
وبعد ذلك بقرون عديدة أراد" رابليه" أن يتعلم تلميذه عن شوق ورغبة ، وأن يثقف وهو يلعب ، وأن يدرس الرياضيات نفسها عن طريق اللهو والتسلية ، واعتنى بالفنون المسلية (١٨١).
ثم جاء" فروبل" المربي الألماني فجعل اللعب أساسا لعملية التربية في السنوات الأولى من الحياة ، واعتبره خير وسيلة يستطيع بها المربي أن يدمج الطفل في عالم العلاقات الاجتماعية الحقيقية ، وأن يلقنه معنى الاستقلال والمساعدة المتبادلة ، وأن يمده بفرصة الابتكار وبدافع الحركة ، وأن ينميه باعتباره فردا يكون جزءا مستقلا من أجزاء الكل الاجتماعي. وجعل للعب قيمة خلقية وفكرية بالإضافة إلى قيمته الجسمية (١٨٢).
* * *