وقد جعل الرسول صلىاللهعليهوسلم تأديب الولد وحسن تربيته أفضل من مساعدة الآخرين والإحسان إلى المحتاجين ؛ وذلك لأن التربية أعظم أثرا وأكثر نفعا من الصدقة.
عن جابر بن سمرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع» (٢).
ولا أريد الخوض في المشكلات الناشئة عن تربية الولد البكر والوحيد ، والذكر بين أخواته الإناث ، والأنثى بين إخوتها الذكور ، مما هو مذكور في علم نفس الطفل. فالله هو الذي خلق الذكر والأنثى ، ومن الواجب الرضى بعطائه والعمل على مرضاته ، قال تعالى :
(لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ. أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) (٣)
وقد اعتبر الرسول صلىاللهعليهوسلم تربية البنات أعظم أجرا لما هن عليه من رقة الجانب وشدة الانفعال ، ولأن الناس في الجاهلية كانوا يكرهون البنات ويفضلون البنين.
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال النبي صلىاللهعليهوسلم :
«من بلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار» (٤)
وعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو اختان فأحسن صحبتهن ، واتقى الله فيهن فله الجنة» (٥)
ولا يقتصر دور الأسرة في التربية على مرحلة الطفولة ، بل يستمر طيلة مراحل العمر ، وإن كان يعظم أثره في تلك المرحلة. ثم إن الوالدين هما أول من يجني ثمرات التربية الصالحة لأولادهم ، وذلك حين يكبرون ويصبحون بارين بهم.
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «رحم الله والدا أعان ولده على بره» (٦)