إلا أن تغرف له. وإن اشتريت فاكهة فاهد له ، وإن لم تفعل فأدخلها سرا ، ولا تخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده» (٨٣).
ويؤدي الإحسان إلى الأقارب والجيران إلى إعمار الديار وطول الأعمار.
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «صلة الرحم وحسن الجوار وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار» (٨٤).
ولئن أصبح الناس يسكنون في بنايات ذات طوابق عديدة ، وشقق ملتصق بعضها ببعض ، فهم في أمس الحاجة إلى هذه التربية التي تجعلهم متراحمين متعاطفين ، وتنزع منهم كل ما يكدر صفاء الأخوة.
ولا يقتصر التراحم والتعاطف في الإسلام على الأسرة والقبيلة والجيران والمحتاجين ، بل يشمل كافة أفراد المجتمع المسلم. فقد جعل الله المؤمنين إخوة ، وأمرهم بأن يكونوا متحابين ، وأن يصلحوا بين كل فريقين أو فردين تنازعا. قال سبحانه :
(وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ (٨٥) إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ (٨٦) إِلى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا (٨٧) إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (٨٨)
ومن مستلزمات هذه الأخوة أن يعامل كل فرد إخوانه كما يحب أن يعاملوه ، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه ، وللمحافظة على الأخوة بين المسلمين نهى الله عن السخرية من الآخرين ، وعن ذكر عيوبهم ، وعن التجسس عليهم والظن السيء بهم. ونهى الرسول صلىاللهعليهوسلم عن التباغض والتحاسد والتقاطع والهجر الطويل.
عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
«لا تباغضوا ولا تحاسدوا (٨٩) ولا تدابروا (٩٠) وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل المسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام» (٩١).
ولذلك أيضا أمر الرسول صلىاللهعليهوسلم بإلقاء السّلام على من عرفت ومن لم تعرف :
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، لا تؤمنوا حتى تحابوا. أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم : أفشوا السّلام بينكم» (٩٢).