كما أمر بإطعام الطعام وتبادل الهدايا وتقديم النصح والمجاملة بين الناس.
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«حق المسلم على المسلم ست. قيل : ما هن يا رسول الله؟
قال : إذا لقيته فسلم عليه ، وإذا دعاك فأجبه ، وإذا استنصحك فانصح له ، وإذا عطس فحمد الله فشمته ، وإذا مرض فعده ، وإذا مات فاتبعه» (٩٣).
ويتعدى هذا البر والإحسان المسلمين إلى غيرهم من المواطنين والمعاهدين والمتسأمنين. قال تعالى :
(لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ). (٩٤)
ولا يتسع المجال لاستعراض كل الأحكام والمبادئ والآداب والأخلاق التي تسهم في التربية الاجتماعية ، فهذا يستغرق كتابا كبيرا ، وسنعرض في فصل قادم شيئا مما يتعلق بهذا الموضوع. كما أن للعبادات في الإسلام آثارا اجتماعية على قدر كبير من الأهمية سنبينها في فصل مقومات التربية إن شاء الله تعالى.
وكما حرص الإسلام على تربية الفرد تربية اجتماعية تجعله ينسجم مع الآخرين ويحسن إليهم ، ويمتنع عن إيذائهم والعدوان عليهم ، فإنه حرص على تربيته بما يجعله يسهر على سلامة مجتمعه وأمنه ، ويسهم في رقيه وتقدمه ، ويعمل على توجيهه لما يرضى الله ، ومنعه من الانحراف والضلال ، ووقايته من الزيغ والفساد.
* * *