الْمُقَنْطَرَةِ (١٠٧) مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ (١٠٨) وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ (١٠٩) ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ). (١١٠)
والله سبحانه أحل لعباده الزينة وأباح لهم الطيبات من غير إسراف أو تجاوز للحدود ، وندبهم إلى التزين حين الذهاب إلى المساجد وإقام الصلاة واجتماع بعضهم ببعض ، وحثهم على تناول الحلال الطيب الذي يجعلهم يرغبون فيما أعده الله للمتقين في الآخرة.
(يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ. قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (١١١)
وكان الرسول صلىاللهعليهوسلم يحب الرائحة الحسنة ويكره الروائح الكريهة ، ويطيب نفسه حتى يرى أثر الطيب على جسده ، وتبقى رائحته في الطريق الذي سار فيه أو المكان الذي جلس فيه. ويعرف بأنه كان هناك.
عن عائشة رضي الله عنها ـ قالت : «كنت أطيب النبي صلىاللهعليهوسلم بأطيب ما يجد حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته» (١١٢).
كما كان يربي أصحابه على العناية بزينتهم وحسن مظهرهم :
عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال (أتانا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فرأى رجلا شعثا قد تفرق شعره فقال : «أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره»! ورأى رجلا آخر عليه ثياب وسخة قال : «أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه» (١١٣)
وعن عطاء بن يسار أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم رأى رجلا ثائر الرأس واللحية فأشار إليه بإصلاح رأسه ولحيته (١١٤).
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
«ومن كان له شعر فليكرمه» (١١٥).
وأوصى الرسول صلىاللهعليهوسلم القادمين على غيرهم بإصلاح أحوالهم فقال «إنكم قادمون على إخوانكم ، فأصلحوا رحالكم (١١٦) وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس. فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش» (١١٧).
ومن ذلك أمره بتقليم الأظافر وقص الشارب ونتف الإبط وحلق العانة
عن أبي هريرة رضي الله عنه ـ قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول :