وتعمل العواطف على تحريض السلوك باتجاه إرضائها ، ويترافق إرضاؤها أو إحباطها بحالات من هيجانات اللذة أو الألم والفرح أو القلق. ولهذا تأثير في عمليات التعلم ؛ فالتعلم يستلزم القيام بسلوك هادف ، وهو يحصل بفعالية أفضل عند ما ينفعل المتعلم انفعالا ملائما يسهل الإقبال على موضوع التعلم والفرح به ، وبالتالي استيعابه واكتساب السلوك المطلوب. والعواطف تثير في المتعلم نشاطا انفعاليا وتوجهه نحو اختيار الاستجابات الملائمة لحاجاتها ، والتي تنفع في إحداث التعلم ؛ وبذلك يتغلب المعلم على مواقف اللامبالاة أو السلبية لدى المتعلمين.
ومن وسائل توظيف العواطف في التعلم المدرسي تنظيم موضوعات التعلم وطرائقه بحيث ترتبط بعواطف الطلبة ، وترضيها عن طريق القيام بالسلوك المطلوب لحدوث التعلم. ولذا دعا بعض المربين إلى نوع من المناهج سموه مناهج النشاط القائم على ميول التلاميذ ، حيث تنظم محتويات المنهج وطرائقه وفقا لميول المتعلمين ، وهي تفيد في إثارة اهتمام المعلم لربط مادة التعليم وطريقته بميول التلاميذ حتى يحقق تعلما أفضل (١٢٤).
وقد حرص الإسلام على التربية الانفعالية السوية ، فوجه عواطف الإنسان وانفعالاته نحو ما هو جدير بها ، وجعلها معتدلة بالشكل المناسب فالمحبة الخالصة تكون لله ورسوله ، ولا يوجد من يستحق الحب الكبير سواهما ؛ فالله هو الخالق الرزاق والمنعم بكل النعم ، وهو المتفضل بكل شيء. والرسول صلىاللهعليهوسلم هو الذي هدانا إلى الصراط المستقيم ولا يصح إيمان المرء إذا منح حبه لشيء أكثر من الله ورسوله. قال تعالى :
(قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها (١٢٥) وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا (١٢٦) حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ). (١٢٧)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه ـ عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» (١٢٨) والمؤمنون الصالحون يحبهم المؤمن لوجه الله ، أي لصلاحهم لا ليحصل على نفعهم. ويريد لهم الخير الذي يريده لنفسه.
عن أنس رضي الله عنه ـ عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :