٢ ـ الإيمان بالملائكة
الملائكة مخلوقات نورانية لطيفة لا تأكل ولا تشرب ولا تنام ولا تتصف بذكورة ولا أنوثة.
ودليل وجود الملائكة الخبر الصادق في القرآن والسنة. ومن ذلك قوله تعالى :
(الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ) ١٠٦ (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي (١٠٧) أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). (١٠٨)
فهم رسل الله إلى المصطفين من عباده ، وهم متفاوتون في الشكل ، لبعضهم جناحان ، ولبعضهم ثلاثة أجنحة ، ولبعضهم أربعة أو أكثر.
والأجنحة تدل على القوة والسرعة.
ورغم عدم رؤيتنا الملائكة على الحالة التي خلقها الله عليه ، فقد تتمثل بأجسام مرثية كما ظهر جبريل أمام مريم وبشرها بعيسى عليهالسلام :
(فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا (١٠٩) فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا. قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا. قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا). (١١٠)
فقد حسبته رجلا يريد بها سوءا ، فاستعاذت بالله منه ، فأعلمها أنه رسول الله إليها ، وبشرها بغلام طاهر مبارك.
ودليل امتناع الملائكة عن تناول الطعام والشراب أنه دخل عدد منهم على إبراهيم ـ عليهالسلام ـ في هيئة رجال ، فظنهم ضيوفا من الناس ، وقدم لهم عجلا مشويا ، فامتنعوا عن تناوله ، مما جعله يخاف منهم ، لأن الضيف الذي يمتنع عن الطعام يريد شرا بأهل البيت ؛ فأعلموه أنهم أرسلوا إلى قوم لوط لاهلاكهم ، وبشروه باسحق ويعقوب :
(وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (١١١) فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً (١١٢) قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ) (١١٣)
والملائكة تستغني عن الطعام والشراب للطافة أجسامها.