قوله تعالى : ( هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ) في قراءة أهل البيت
وأمّا الآية الكريمة التي أشار إليها ابن حجر في عبارته فإنّ لفظ « علي » فيها هو اسم سيّدنا أمير المؤمنين عليهالسلام ـ كما هو الحال في حديث : « أنا مدينة العلم » فالصراط مضاف إلى علي ، وهذه هي قراءة أهل البيت ، الذين هم أدرى بما في البيت ، وهم المقرونون بالكتاب في حديث الثقلين ... وهي أيضا قراءة الحسن البصري كما عن أبي بكر الشيرازي ، ففي كتاب ( مناقب آل أبي طالب ) : « أبو بكر الشيرازي في كتابه ، بالإسناد عن شعبة عن قتادة ، سمعت الحسن البصري يقرأ هذا الحرف : هذا صراط علي مستقيم. قلت : ما معناه؟ قال : هذا طريق علي بن أبي طالب ودينه طريق ودين مستقيم ، فاتّبعوه وتمسّكوا به ، فإنه واضح لا عوج فيه (١).
وكتاب أبي بكر الشيرازي ـ الموسوم بكتاب ما نزل من القرآن في علي ـ يرويه ابن شهر آشوب عن مؤلّفه أبي بكر محمد بن مؤمن الشيرازي بالاجازة كما قال رحمهالله في أول كتابه : « وحدّثني محمود بن عمر الزمخشري بكتاب الكشاف والفائق وربيع الأبرار. وأخبرني الكياشيرويه بن شهردار الديلمي بالفردوس. وأنبأني أبو العلاء العطار الهمداني بزاد المسافر ، وكاتبني الموفق بن احمد المكي خطيب خوارزم بالأربعين ، وروى لي القاضي أبو السعادات الفضائل ، وناولني أبو عبد الله محمد ابن أحمد النطنزي بالخصائص العلوية ، وأجاز لي أبو بكر محمد بن مؤمن الشيرازي رواية كتاب ما نزل من القرآن في علي عليهالسلام ، وكثيرا ما أسند إلى أبي العزيز كادش العكبري ، وأبي الحسن العاصمي الخوارزمي ، ويحيى بن سعدون القرطبي ، وأشباههم ».
والكتاب المذكور لأبي بكر الشيرازي من الكتب المعتمدة عند أهل السنة ،
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب : ٣ / ١٠٧.