وجاء بعض المتعصّبين للشيخين ... وضحّى بدينه وآخرته في سبيل الحماية عنهما ... بوضع حديث المنزلة في حقّهما ...
ذاك حديثٌ رواه الخطيب البغدادي ، وذكره المنّاوي عنه بقوله :
« أبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى. خط » (١).
لكن لمّا كان « الحق يعلو ولا يعلى عليه » نرى أنّ ابن الجوزي ـ الذي طالما تمسّك بكلماته ابن تيمية وابن روزبهان والكابلي وحتى ( الدهلوي ) نفسه ـ يورده في كتابه في الأحاديث الواهية ... قال السّيوطي : « أبو بكر وعمر منّي بمنزلة هارون من موسى. الخطيب. وابن الجوزي في الواهيات » (٢).
ثم إذا راجعنا كتاب ابن الجوزي المذكور وجدنا فيه ما يلي :
« أنا أبو منصور القزاز قال : أنا أبو بكر بن ثابت قال : أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري قال : أنا أبو القاسم علي بن الحسن بن علي بن زكريا الشاعر قال : نا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال : نا بشر بن دحية قال : نا قزعة بن سويد ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : أبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى.
قال المؤلف : هذا حديث لا يصح ، والمتهم به الشاعر ، وقد قال أبو حاتم :
__________________
(١) كنوز الحقائق ـ حرف الألف ، ط على هامش الجامع الصغير.
(٢) جمع الجوامع ٢ / ١٨٢.