وبهذا البيان يكون سوق كلام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لدفع توهّم تخصيص الإستخلاف بالأهل والعيال ، ولإظهار مزيد الشرف ورفعة المقام للأمير عليهالسلام.
وإذْ لم تكن هذه الجملة دالةً على استخلافه في النساء والصبيان أصلاً ، فكيف تكون دالّةً على سلب خلافته بالنسبة إلى من عدا النساء والصبيان؟ فإن هذا السلب إنْ استفيد فإنّما يستفاد من المفهوم ، وثبوت المفهوم فرع ثبوت المنطوق ، والإستفهام لا يدل على ثبوت المنطوق ، فكيف يدل على ثبوت المفهوم؟
وعلى فرض إفادة جملة : « أتخلّفني في النساء والصّبيان » اختصاص خلافته عليهالسلام بالنسبة إلى النساء والصّبيان ، فإنّه لا ينفع النواصب وأتباعهم ، لأنّ خصوصية السؤال لا تستلزم تخصيص الجواب ، فلو قال زيد لبكر : « أتملّكني دارك؟ » فأجابه : « ملّكتك ما أملكه » كان هذا الجواب عاماً ، ولا يخصّصه السؤال الخاص بالدار.
وأوضح التفتازاني بطلان هذا التوهّم الذي وقع فيه ( الدهلوي ) حيث قال :
« فأمّا الجواب بأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا خرج إلى غزوة تبوك استخلف علياً رضياللهعنه على المدينة ، فأكثر أهل النفاق في ذلك ، فقال علي رضياللهعنه : يا رسول الله أتتركني مع الخوالف؟ فقال عليه الصلاة والسلام : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنه لا نبي بعدي. وهذا لا يدل على خلافته بعده ، كابن ام مكتوم رضي الله تعالى عنه استخلفه على المدينة في